بعد 8 سنوات على رحيله، محكمة فرنسية تفتح تحقيقا في قضية وفاة ياسر عرفات..
أعلن أحد المعاهد السويسرية موافقته على طلب كانت قد تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية لاستخراج رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيام بفحصها لتحديد سبب الوفاة بعدما راج حول إمكانية و جود مؤامرة لاغتياله، لكن المعهد يشترط موافقة أرملت الراحل .
وقال دارسي كريستين المتحدث باسم معهد الفيزياء الإشعاعية بلوزان الذي سيقوم بإجراء الفحص، إن المعهد بعث برسالة للسلطة الفلسطينية وافق فيها على طلب إجراء الفحص، وقال "نؤكد أننا جاهزون ومستعدون للتحرك بسرعة"، لكنه أضاف "في الوقت الراهن نحن في انتظار موقف السلطات القضائية الفرنسية والسيدة سهى عرفات".
للإشارة فالرئيس الراحل توفي إثر محاصرته في مقر إقامته برام الله لمدة عامين و نصف، ولم تتم الإستجابة لطلب أرملته سهى عرفات بتشريح جثته، كما لم يعرف سبب وفاته.
وكانت قناة الجزيرة القطرية قد بثت تحقيقا وثائقيا في يوليوز/تموز الماضي يفيد بأن المركز الطبي الجامعي بمدينة لوزان السويسرية أجرى تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض المقتنيات الشخصية لعرفات، أظهر، أي التحليل، وجود "كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم" في هذه المقتنيات، الشيء الذي أدى إلى إعادت إحياء فرضية وفاة عرفات مسموما.
وأعرب المتحدث باسم المعهد عن اعتقاده بأن هناك فرصة بنسبة 50% في هذه المرحلة لرصد بين 50و60% من "المادة المشعة"، وقال "إذا تأخرنا ستنخفض بسرعة كبيرة على الأرجح". كما أوضح أنه إذا تأخرت الأمور إلى أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني فهم يعتقدون أنه بعد هذا التاريخ لن تكون هناك جدوى تذكر لهذه العملية.
ووفقا للمتحدث الرسمي، إذا حصل المعهد على موافقة كل الأطراف فسيقوم فريق صغير من الخبراء بمهمة أولية سريعة في رام الله لبحث المتطلبات العلمية والتأكيد على حاجتهم للاستقلالية والشفافية.
وقال إن الخطوة التالية هي أن تقرر كل الأطراف ما إذا كانت ستنفذ عملية استخراج الرفات ومتى سيتم ذلك ودراسة العوامل العلمية والفنية والأخلاقية، وأضاف "سنجري كل شيء باحترام كامل للمعتقدات الإسلامية".
ورفضت سهى عرفات التعليق، بينما رحب وزير العدل الفلسطيني علي مهنا -وفقا لرويترز- بالتحقيق الفرنسي، قائلا إنه مناسب لأن عرفات توفى في مستشفى فرنسي.
وقال مهنا لرويترز في رام الله الخميس إنهم يعلمون أكثر من أي طرف آخر ملابسات وأسباب وفاة عرفات، وأضاف أن الكرة الآن في ملعبهم وليست في ملعب السلطة الفلسطينية.
ويذكر أن نيابة نانتير غرب العاصمة الفرنسية باريس فتحت الثلاثاء الماضي تحقيقا قضائيا في ظروف وفاة الزعيم الفلسطيني عام 2004، وذلك إثر تقدم أرملته سهى بدعوى ضد مجهول بتهمة الاغتيال في 31 يوليو/تموز الماضي.
وتوفي ياسر عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في المستشفى العسكري الفرنسي قرب باريس، وأصبح الزعماء الفلسطينيون شبه مقتنعين كما أقارب عرفات بأنه قضى مسموما.