Alarabiya العربية

موقف طريف للفنان عادل إمام

فلسطين: احتجاجات على ارتفاع الأسعار

رام الله ـ 'القدس العربي' من وليد عوض ووكالات: شهدت الضفة الغربية مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الفلسطينية في مدينتي الخليل ونابلس إثر إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات والغلاء الذي يجتاح الأراضي الفلسطينية.
وقال مصور صحافي ان مئات الشبان رشقوا بالحجارة قوات الشرطة التي ردت باطلاق النار في الهواء في نابلس.
وأضاف قوله 'حاول مئات الشبان مهاجمة مركز للشرطة بوسط المدينة حيث اشتبكوا مع رجال الشرطة'.
وفي الخليل قال شهود عيان إن آلاف المتظاهرين المحتجين على الغلاء احتشدوا في شارع عين سارة بالمدينة، ثم قام عدد منهم بالهجوم على مركز شرطة الحرس، مما دفع الشرطة للرد عليهم بالقنابل الغازية مما أوقع إصابات. وتحدثت مصادر عن اصابة تسعة رجال شرطة. ورشق مئات الفلسطينيين في الخليل ملصقا لرئيس الوزراء بالاحذية.
ورفع المحتجون لافتة مكتوب عليها 'باينة باينة حكومتنا خاينة' في مدينة الخليل وداسوا بالاقدام على صورة لفياض ثم اضرموا فيها النيران.
وتشهد الاراضي الفلسطينية موجة من الاحتجاجات على قرار الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض رفع قيمة ضريبة القيمة المضافة بمقدار واحد في المئة لتصل الى 15 في المئة، وكذلك رفع سعر الوقود بنسبة تتراوح بين اثنين وستة في المئة ليصل ثمن لتر البنزين والديزل الى ما يقارب دولارين.
وقالت نور عودة المتحدثة باسم الحكومة الفلسطينية للصحافيين 'تم الايعاز الى الاجهزة الامنية الى التصرف بحكمة ومسؤولية وضبط نفس عال للحد من هذه المظاهر وصون الممتلكات العامة'.
وتعهد فياض بالحفاظ على حرية الرأي، وقال الاسبوع الماضي بعد ايام على بدء الاحتجاجات 'لا مشكلة في مسيرة او اطلاق هتافات او شعارات ... لكن عند حرق الاطارات على سبيل المثال نبدأ بالنظر الى الموضوع بشكل مختلف وكذا الحال بالقاء الحجارة'.
ودعت نقابات الموظفين في القطاع العام الى اعتصام اليوم الثلاثاء امام مبنى رئاسة الوزراء احتجاجا على ارتفاع الاسعار وزيادة اسعار الوقود.
وادى اضراب لوسائل النقل العام الى شل الحركة في الضفة الغربية الامر الذي ادى الى تعطل الدراسة في عدة مدارس وجامعات اضافة الى عدم تمكن عدد كبير من العاملين من الوصول الى اماكن عملهم.
وكانت تجمعات شبابية ونقابية بما فيها نقابة سائقي السيارات العمومية قد دعت إلى الإضراب الشامل الاثنين في الضفة الغربية، بينما حدد تجمع يدعى 'شباب ضد الغلاء' عبر مواقع إلكترونية مطالب الشباب من المظاهرات القائمة، مؤكدين استمرار الفعاليات حتى عودة الأسعار إلى ما كانت عليه قبيل تشكيل حكومة رئيس الوزراء الحالي سلام فياض.
وصب المتظاهرون جام غضبهم على السلطة الفلسطينية لأسباب عدة، من بينها عدم ربط الراتب بجدول غلاء المعيشة والالتزام باتفاق باريس الاقتصادي الذي يربط معظم الأسعار بإسرائيل رغم الفرق في الدخل.
وشل الإضراب العام في وسائل النقل والمواصلات الحركة بالكامل في كافة أرجاء الضفة الغربية، حيث سدت الشاحنات العديد من الطرق، بينما أقدم مواطنون على إغلاق طرق أخرى بالإطارات المشتعلة والمتاريس.
وتوجهت السلطة الفلسطينية امس الاول رسميا الى اسرائيل بطلب لمراجعة بنود اتفاقية باريس الاقتصادية التي مر 18 عاما على توقيعها.
وقال مسؤولون في اتحاد النقل العام ان المطلوب تخفيض اسعار الوقود، مضيفا انهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تستجيب الحكومة الى مطلبهم.
وقال جواد عمران عضو الاتحاد ان 'الثلاثاء (اليوم) سيشهدا اعتصاما للعاملين في قطاع النقل العام امام رئاسة الوزراء في رام الله'.
وأضاف 'اننا جزء من هذا الشعب لذلك لا نطالب برفع تسعيرة النقل وانما نطالب الحكومة ان تتراجع عن قراراتها'.
وحذرت نقابة السائقين في رام الله من عدم استجابة الحكومة لمطالبها قائلة إن هذا سيؤدي الى تصعيد احتجاجاتها. وقال محمد سرحان رئيس النقابة 'الاضراب رسالة الى الحكومة وستكون لنا خطوات احتجاجية اخرى اذا لم تستجب لمطالبنا بخفض الاسعار'.
واعلن نبيل قسيس وزير المالية في حكومة سلام فياض عن صرف نصف راتب شهر اب (اغسطس) لموظفي القطاع العام الذين يتجاوز عددهم 153 ألفا في القطاعين المدني والعسكري يوم الاربعاء القادم.
وقال بيان صادر عن مكتب الوزير ان الحد الادنى الذي سيصرف لموظفي القطاع العام 50 في المئة من الراتب بما لا يقل عن 2000 شيكل (500 دولار تقريبا).
واضاف ان الحكومة ستستمر في العمل على توفير الجزء المتبقي من الراتب خلال الفترة اللاحقة.
وابدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي توجه الى العاصمة الاردنية عمان في طريقه الى الهند في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام دعمه لرئيس وزرائه وسياسته الاقتصادية.
وتبحث الحكومة الفلسطينية مع عدد من رجال الاعمال وممثلي القطاع الخاص سبل مواجهة الأزمة الراهنة.
وقال فياض الذي اظهر اصرارا على مواجهة المظاهرات المطالبة له بالرحيل انه يريد حلولا عملية بعيدا عن الشعارات الرنانة، مؤكدا أن اي حل بحاجة الى موارد مالية وهي غير متاحة حاليا دون الحصول على المساعدات والمنح المقررة من الدول العربية والاجنبية.
من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل الاثنين من أن استمرار حصارها الذي تفرضه على قطاع غزة منذ فترة طويلة ليس من شأنه إلا أن يتسبب في معاناة سكان المنطقة من فقر دائم ويصب في مصلحة المتشددين في الشرق الأوسط.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أرجع بان كي مون 'المعاناة الإنسانية الشديدة' التي يعيشها سكان قطاع غزة أيضا إلى ما وصفه 'بإطلاق الصواريخ العشوائي' على إسرائيل من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس والانتهاكات الخطيرة للحقوق هناك.

Post Comment