قامت إذاعة "ميد راديو" الخاصة قبل أيام بتصوير فيديو تم بثه على موقع "كيفاش" يظهر فيه مجموعة من "أطفال الشوارع" في مدينة الدار البيضاء أو من يلقبون ب "الشمكارا" و هم يتحدثون عن معاناتهم اليومية في الشارع، حيث يتعرضون للسرقة والإعتداءا الجنسية من طرف آخرين في مثل حالهم ممن يكبرونهم سنا.
كما تحدثوا عن معاناتهم مع قساوة الطقس البارد حيث يبيتون الليل مفترشين أجزاء من "الكارطون" لا تقيهم خطورة البرد القارس. الفيديو أظهر أربعة أطفال بأعمار مختلفة تراوحت بين 15 و 22 سنة، لكن أكثر من لفت الإنتباه هو الطفل رشيد والذي يلقبونه ب"الجن" حيث أبان عن جرأة كبيرة في الحديث و عن مرارة كذلك دفعته إلى درف دموع بكاءا على وضعيته ووضعية أصدقاءه، حيث ناشد كل الناس أن يجدو له حلا، قائلا "نريد حلا، نحن كذلك نطمح أن يكون لنا عمل و أسرة واستقرار، نحن نرى الناس العاديين كل يوم و نتمنى أن نكون مثلهم" كما ناشد رفقة زملاءه الجمعيات المدنية التدخل لإنقاذهم مما وصلو إليه من تشرد و إدمان.
هذه العبارات و الدموع حصدت تعاطفا منقطع النظير بعد أن انتشر الفيديو كانتشار النار في الهشيم على صفحات موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك داخل المغرب و خارجه. مما دفع البعض إلى التحرك و القيام بأي شيء لإظهار تعاطفه مع هذه الشريحة من الأطفال، حيث قام مجموعة من الشباب بإنجاز أغنية حول وضعيتهم تحت عنوان علاش "لماذا" وقام آخر بإنشاء صفحة خاصة برشيد والتي جمعت أكثر من 1000 معجب في ظرف 3 أيام فقط.
اليوم يظهر رشيد من جديد في فيديو يعلن فيه أنه قرر التخلي عن تعاطي المخدرات بكل أنواعها و تمنى أن يقوم كل من هم في مثل حالته بنفس الخطوة.
كما تحدثت مصادر عن أن رشيد وجد من يتكفل به لكن يصعب التحقق من هذه المعلومة.
و يبقى التعاطف الشعبي الكبير غير كافيا في ظل غياب حل حقيقي ينهي معانات الكثيرين ممن وضعيتهم أسوأ من رشيد، والحل يبدأ أولا بمعرفة السبب أو الأسباب و النضال في سبيل تحقيق مطالب هذه الفئة من المجتمع كما تجب محاسبة المتسببين في هذه الآفة و غيرها من الآفات التي تنخر المجتمع.